Translation
فلسفة الإنسانيين ، فلسفة الأنا والأنا الآخر
فلشفة الإنسانيين فلسفة الحب الإنساني بين مختلف احتمالات الإنسان ، لنشر الوعي الإنساني على سائر الكوكب
مؤسس فلسفة الإنسانيين
Philosophe Mohammad Eldaou
ضرورة الوعي الإنساني الكوكبي في ظل العولمة في الواقع الأناني العالمي
February 26, 2011 at 11:10 AM
أقلّيّة من الأنانيين الدوليين تحكم جميع الشعوب في مختلف بلدان العالم . سياسيون أنانيون ، يفرقون توائم الروح من بني البشر في كل مجتمع ، رغم التماثل الجوهري بين الناس ، ويحرّضونهم ضد بعضهم مستغلّين واقع الإختلاف والتنوّع في واقع الحياة . من حكمة الأنبياء في مختلف الأديان نعرف ، أن نفس الروح الّتي في كل إنسان ، هي من روح الله حين خلق الإنسان. ومن حقائق العلم نعرف أن نفس مكونات الجسم البشري هي من نفس عناصر الكون التي تنتشر في الغبار الكوني . شمس واحدة تبث الدفء في كل إنسان، وأرض واحدة ترتحل بنا وتحملنا على متنها في دروان لا يتوقف. تدور بنا كرة الأرض ونمرّ عليها في نفس الأماكن أمام وجه الشمس في حضن الفضاء . جميعنا نسافر في رحيل كونيّ مشترك على متن كوكب مشترك يحملنا جميعاً ويدور بنا جميعاً . ندور معاً . لا نتوقّف في نقطة و لا نثبت في مكان . بإيقاع واحد ندور على التوالي بين نهار وليل يتواليان علينا . نهار تحت نور الشمس يتحرّك نحو الظلام ، وليل من ظل الأرض يتحرّك نحو النور . على نفس الأرض الدوّارة ندور معاً في كل جزء من الثانية على متن كوكبنا المشترك . سلامة كوكبنا ، سلامتنا جميعاً، ومصير كوكبنا هو مصيرنا معاً. في نظام شمسي نعيش ، و في مجتمع كوكبي مشترك نتعايش . فأي نظام سياسي هو الذي يفرّقنا ؟ وفي نظام كوني ، ننسجم فيه بالحق الكوني ، فأي نظام يحكمنا بالنفاق السياسي الأناني ؟ وفي رعاية الله نتوحّد في كوكب كوني ، فأية خدعة سياسية بشريّة أنانية تقسّمنا إلى مجموعات تتناحر وتتقاتل؟ ندور في فضاء يحيط بنا من كل الجهات، لا سماء فوقنا ولا حدود حولنا، فضاء لا نهائي الإمتداد ينفتح على كل الجهات ، فلماذا نغلق عقولنا على أساطير لا توافقها حكمة الأنبياء ولا تؤيدها حقائق العلوم ؟. لا تقل هذا هواء بلدي، ولا تقل هذه مياه بلدتي ولا تقل هذا خبز أمي. رياح الهواء تأتي من بعيد توزّع أنفاس الحياة التي نتقاسمها في فضاء يغمرنا بعناصر الدفء والحياة . وبعيداً عن أماكن إقامتك تأتيك الغيوم المحملة بأحلام الإرتواء ، وعلى أرضك تمطر مياه الحياة ، وقمح خبزك الذي تأكله ينبت في مناخات متنوّعة في فضاء كونيّ تنمو سنابله على أمل تحقيق أحلام الموائد . وفي احمرار دمك نفس احمرار دمي ، وفي خفقان قلبك نفس الإيقاع المشترك لنفس الحياة التي نعيش .فلماذا الجياع والمحرومون من الخبز كثر؟ ولم الجراح وآلات القتل ؟ ونزف دمك من شراييني؟ ونفس ما يؤلمك يؤلمني من وخزة الشوك إلى فقد العزيز ؟. أيها الأنا الآخر، فما يوجع نفسك هو ما يوجع نفسي ، من نظرة غير وديّة إلى نبرة اللؤم ، وما يسيء إلى كرامتك يسيئ إلى كرامتي. لك نفس شعوري بعزّة النفس ولي نفس شعورك بالحرص على الكرامة. فكرامتك هي كرامتي ، وسعادتك هي سعادتي يا توأم الروح يا أيها الإنسان. فلنعمل معاً لنبني في كل بلد من بلاد الأرض، موطن الإنسان ، موطناً يؤمّن الشروط الضرورية للحياة الكريمة لكل إنسان ، بتأمين العناصر الأساسية للحياة الكريمة والآمنة في تأمين الشبع والمعرفة والسلام لكي يستطيع الناس أن يعيشوا في تضامن مشترك من أجل أهدافه الإنسانية المشتركة لتحقيق سعادتهم الإنسانية المشتركة . يا أيها الإنسانيون أينما كنتم ، لا تنتظروا من أيّ أنانيّ أن يتخلّى عن أطماعه الأنانية من تلقاء نفسه ، هؤلاء الأنانيون الذين يتحكّمون بمصائر المجتمعات وينافسون الناس على لقمة عيشهم ، هم الذين ومنذ بداية التاريخ البشري السحيق ، تحكّموا بسير الحياة وسيطروا على المحكومين وجعلوهم أدوات قاتلة لتحقيق أحلامهم الأنانية في الغزو والإحتلال ، وهم أنفسهم اليوم في احتمالاتهم الأنانية المعاصرة الذين أزاحوا أولوياتنا وصادروا سعادة الإنسان وجعلوها في متناول كلابهم وقططهم المدلّلة. وزرعوا فينا الغيرة على شخصياتهم والتعصّب لأولوياتهم، هؤلاء هم من فرّقونا ، في نسخات مختلفة ، ونحن واحد. وهم الذين حرّضونا عبر إعلامهم ومن خلال مؤسساتهم الإعلامية والتربوية والدينية على قتل أنفسنا في قتل بعضنا، بسبب تنوّع عارض في الوجوه واللغات والإنتماءات، بينما في كل منّا جوهر إنساني واحد يجعلنا متماثلين في الجوهر مهما اختلفنا في واقع التنوع الذي جعلنا مختلفين بسبب ظروف وأسباب لا ذنب لنا فيها ولا مسؤولية لنا عنها . فرّقوا البشر بين أنثى وذكر، ومومن وغير مؤمن ، بين فريق من هذا الدين وفريق آخر من الدين الآخر ، و حرّضوا الناس على بعضهم في الشعب الواحد في البلد الواحد ، وحرّضوا الشعوب على بعضها في البلدان المختلفة . شرقي وغربي ، خدعة يفضحها دوراننا فوق كوكب واحد ، يتناوب في جميع الجهات . بنفس الهواء نتنفّس وبنفس الماء نروي الظمأ . الله خلق الإنسان كائناً كونيّاً ، بين السماوات والأرض ، فمن ذا الذي جعل الناس قوميين ووطنيين ومعزولين في زواريب وأزقـَّة ؟ في جماعات تتقاتل لتحقيق رغبات ومصالح زعماء لا وزن لهم في ميزان الكون. ما هو لك ومن حقّك الإنساني في ناموس الحق لمَ تمدّ يدك وتشحذه من شخص لا يملك سوى سلطته عليك؟ الله خلقك مجّاناً ومجّاناً أعطاك من روحه وخلق لك الكون من فضله، فلمَ تدفع أغلى الأثمان من عمرك ومن تعبك ومن حقوقك ومن حياتك لمن هو بشريّ مثلك ولا يميّزه عنك سوى أنه يكذب عليك وأنت تثق به ، وهو يخونك وأنت تخلص له ؟.هؤلاء الذين يقبّلون يديك لكي تموت في سبيلهم ويدّعون كذباً وخداعاً بأنك حين تموت في سبيل أهدافهم الشخصية والسياسية فإنك تموت في سبيل الله . إنهم يقصدون بذلك أن تموت في سبيلهم على أن كلّ واحد منهم يعتبر نفسه أنه هو الله وأن سبيل الله هو تحقيق أهدافهم وأطماعهم الأنانية التي لا يستطيعون تحقيقها بأنفسهم وإنما من خلال أشخاص آخرين يخدعونهم بتضليلهم وبانتزاع إراداتهم وبالإستيلاء على عقولهم لتعبئتهم وتحريضهم للتقاتل في ما بينهم بدوافع التحريض والإغراءات التي يدّعون تحقيقها لمن يموت في سبيلهم بينما هم لا يؤمنون بتلك الإغراءات التي يوظّفون من يحدّث الناس عن الجنة باستغلال إيمان الناس وحاجاتهم التي يحرمونهم منها في الدنيا لكي يدّعون أنّها تنتظرهم في الجنة وهي سوف تكون من نصيبهم إذا ماتوا في الصراعات السياسية الدموية بين الأنانيين المتنافسين على الدنيا وخيراتها . إنهم السياسيون الذين يتاجرون بالأديان ويستغلّون المعتقدات الدينية لتحميلها أهدافاً سياسية منفعية أنانية ، بينما هم أنفسهم لا يؤمنون بتلك المغريات والوعود التي بها يخدعون الناس لجعلهم أدوات سهلة الإنقياد لتنفيذ مشاريع وخطط إقتصادية وسياسية لا يمكن تحقيقها إلاّ بحروب وحشية دموية مدمرة ، تحتاج إلى من يجعل تلك الخطط واقعاً مأساويّا على الأرض ، من خلال تحويل الناس المخدوعين إلى ضحايا للخداع وللتضليل في ساحات التنافس السياسي وعلى جبهات التقاتل المسلّح . إنهم يرسلون إليك من يقبّل يديك ويتوسّل إليك لكي تموت وتذهب إلى الجنة بينما هم يستولون حتى على أكواخ الفقراء في هذه الدنيا ، ولو كان هؤلاء يؤمنون حقّاً بالجنّة وبما تعنيه الجنة من نعيم ورفاهية وسعادة ومن إغراءات إخرى موعودة ، فهل كانوا أخبروا أحداً بها . بل هل من المعقول أن يفشوا السّرّ للناس لكي يسابقونهم عليها ؟ بينما هم يتكتّمون على أصغر الأمور التي تحقق مصالحهم الشخصية الأنانية ويخفونها حتّى عن أقرب المقرّبين منهم . وهؤلاء الذين يستكثرون عليك شربة الماء ونسمة الهواء وحبة الدواء في الدنيا هل هم صادقون بأنّهم يريدون لك أن تذهب إلى جنات تجري من تحتها الأنهار ؟ ولو كان هؤلاء صادقين في ادّعاءاتهم وفي وعودهم لما بقوا لحظة واحدة في هذه الدنيا ، ولما سمحوا لأحد بالموت ، ولا كانوا بحاجة للإعتداء على أعراض الناس ولا بحاجة لأكل حقوقهم وحرمانهم من أبسط حقوقهم في هذه الدنيا . ليس إلى هؤلاء يكون الإنتماء ، وإنما في انتمائك إلى الإنسان الذي هو نفسك وهو نفس نفسك في كل أنا آخر في جميع احتمالات الإنسان ليكن إنتماؤك ، وفي التعبير عن هويتك الإنسانية الكوكبية العالمية الكونية بالمنطق الإنساني ، من موقع وجودك في مختلف دوائر التعايش المشترك إبتداء من عائلتك في مجتمعك المحلّي ومن موقع إنتمائك الوطني إلى حقك الإنساني في حقوق شعبك، و ليكن تضامنك مع جميع احتمالات الأنا الآخر فوق امتداد الكوكب المشترك ، إبتداء من كل أنا آخر في عائلتك وفي وطنك ومع أيّ إنسان على الكوكب ، هو التعبير العملي عن هويّتك الإنسانية في جميع انتماءاتك المختلفة بنفس المبادئ والقيم الإنسانية في المساواة الإنسانية المطلقة في القيمة الإنسانية وفي الكرامة الإنسانية وفي الحقوق الإنسانية ، وبالحب الإنساني مع جميع احتمالات الإنسان . في واقع العولمة الذي نحن فيه فإن الأنانيين يتضامنون ليحكمون العالم ، وأمّا الضرورة فهي أن يتضامن الإنسانيون في رؤية إنسانية مشتركة أينما كانوا في هذا العالم . ولا بد للإنسانية من أن تحرر الإنسان من سيطرة الأنانيين الدوليين أينما كانوا ، في أيّ مكان من العالم .
مؤسس فلسفة الإنسانيين philosophe Mohammad Eldaou
أول موقع عربي لأول فلسفة إنسانية عربية على النت
للمزيد من الإطّلاع على فلسفة الإنسانيين ، وللتّعرف على الإنسانيين
