Translation
فلسفة الإنسانيين ، فلسفة الأنا والأنا الآخر
تمّ نشر هذه الفقرات من فلسفة الإنسانيين ، لشرح معنى الإنسانية ، لأوّل مرة على الإنترنت ، سنة 2000
مؤسس فلسفة الإنسانيين
Philosophe Mohammad Eldaou
فلسفة التعايش الإنساني في واقع الإختلاف
في الوعي لحقيقة التشابه الجوهري والقرابة بين الناس في تركيبة الذات البشرية في كل منهم، وفي إدراك أهمية التكامل بين مختلف إحتمالات الإنسان ، تنتصر الذات المحكومة على منطق الذات الحاكمة بتحرير العقول من لعبة الإنقسامات الوهمية بين احتمالات الإنسان. ويخرج الإنسان من أصابع اللاعبين به، لكي يدرك خياراته بعقله هو ومن خلال مصلحته التي هي جزء من مصالح الآخرين. فإنّه لن تشرق شمس السلام على البشرية مالم تشرق شمس الحق في عقول الناس. فبالحق ينتمي المختلفون إلى مرجعية حيادية مشتركة ، تقوم على فهم الحكمة وحقائق الواقع وحقوق الإنسان بحوار العقول ومنطق الإقناع والإقتناع . وبالحق يتوافق االإنسان مع احتمالاته الأخرى، على ما يصلح وما لا يصلح ، وما ينفع وما لاينفع، وبه يقتنع كل إنسان بحقيقة وهم أنانيته وخطر انعزاله الأناني على حياته الفردية وعلى حياته المشتركة مع الآخرين، وبالحق يعرف الإنسان حقيقة إمتدادته الجوهرية في أي إنسان آخر. من خلال تحرّره من أنانيّته ومن الثقافة الأنانية التي تحيط بعقله في مختلف الأمور . فلا يمكن للإنانية أن توجد في الإنسان إلاّ بوهم أفضليّته على سواه. ولا يمكن لأطماع الأناني أن تتحقق إلا بالخداع والرياء على الآخرين . لأنه لا يمكن لأي إنسان أن يقبل بأن يكون أقل شأناً من أي إنسان آخر ، ولا أن يكون أداة لتحقيق أهداف غيره على حساب أهدافه، إلاّ مُكرَهاً أو مخدوعاً. ولا يمكن لأي إنسان أن يختار ما يضرّه إلا أن يكون جاهلاّ أو مغدوراً. ولكن إذا أشرق الحق على وعي الإنسان ، واتّضحت أمامه الخيارات ، فلن يختار إلاّ ما هو صواب وصحيح، وإلا ما هو خير وحق. فليس لعاقلٍ أن يتخيّل نفسه بدون الآخرين، أو أن يعيش وحيداً بمعزل عن أدوار الآخرين في حياته.ودون أن يعي أو يعترف كل واحد من الناس بأهمية دور الآخر في حياته ، وبحقيقة حاجة كل منهم إلى الآخر. وبما أن الحياة البشريّة لا يمكن أن تقوم إلاّ على الإختلاف بأنواعه وأشكاله وإحتمالاته المتعدّدة ، فإنه لا بدّ من أخلاقيات تضبط التعامل بين المختلفين مهما كان الإختلاف بينهم عميقاً ، والتكامل بين مختلف احتمالات الأنا الآخر. لأن وجود أي إنسان منّا، غير ممكن إلاّ في حضن حضاري ، ينعم فيه بدفء التفاهم والتعاون بين مكوّنات الجماعة البشريّة، سواء في الأسرة أو في المجتمع المحلي أو المجتمعات الأخرى التي منها يتكوّن المجتمع العالمي . إن هذا الدفء الإنساني وقوده ثقافة إنسانية تقوم على المساواة في الحقوق الإنسانية وفي الكرامة الإنسانية التعهّد بحماية الحياة والسلامة العامّة ، وبالتعاون معاً من أجل الخير العام و المصالح العامّة ، وباستلهام رسالات الأنبياء وحكمة الأديان التي تدعو إلى تبادل المحبة والإحترام بين مختلف احتمالات الإنسان ، وبالإستفادة من المعارف والعلوم للتعامل بمنطق الحق السليم في التعامل بصدق والبشر لبعضهم ، وبمراعاة واحترام الحريات الشخصية والحقوق الإنسانية التي تتيح لكل إنسان إمكانيات الإبداع والتطوير ، في إطار الحق والخير العام ، لتحقيق السعادة لكل فرد من أفراد كل جماعة بشريّة ، إبتداء من الأسرة في البيت وانتهاء بالأسرة العالمية حول الكوكب. فإنه بغير ذلك لا يمكن مواجهة هذا الشقاء البشري المتزايد واحتمالات المستقبل المأساوي الذي يزداد وضوحاً وخطورة .
مؤسس فلسفة الإنسانيين أ. محمد الضو