Translation
فلسفة الأنا والأنا الآخر
الإنسانيون من مختلف المعتقدات والأديان في مختلف المجتمعات في مختلف البلدان
التماثل الجوهري بين الأنا والأنا الآخر
يا أيها الإنسان ما أنت بأنت ، إنما أنت أنا وأيّ إنسان سواك ما هو إلاّ أناك
الناس ليسوا فقط مختلفين ، وإنما هم متماثلون في مقومات الكينونة البشرية ، و في الجوهر الإنساني
في التماثل الجوهري بين البشر فإن الناس ليسوا أخوة ، بل إنهم أقرب . فإنهم في المعتقدات المشتركة من نفس واحدة ، وفي علم النفس فإن كل إنسان تنطبق عليه نغس قوانين ومبادئ علم النفس ، وفي واقع الحياة العملية فكل إنسان له نفس الكينونة البشرية التي تتركّب من نفس المكونات العصبيّة والعضوية والنفسية والذهنية والروحية ، ولكل إنسان نفس الحاجات والدوافع والميول والأماني والأحلام ، إن هذا التماثل الجوهري بين البشر يؤكّد أن كل إنسان هو نفسه كلّ إنسان آخر في حميع احتمالات الإنسان في مختلف احتمالات المكان . وهذا يؤكّد أيضاً خطأ مقولة الأنا والآخر .
إذن طالما أن النفس في كل إنسان هي من نفس روح الله التي أقرّ بها مختلف الأنبياء في مختلف الديانات. وطالما أن في كل إنسان نفس المكونات الكونية الفضائية الكوكبية التي توافق عليها مختلف العلماء في مختلف مجالات العلم ، فلم يعد من المقبول أن يتوهّم أيّ شخص أنه أنا ، وأنّ أيّ شخص غيره هو الآخر ،حيث إنه لا وجود لأيّ إنسان إلاّ في حالة أنا ، وحيث أن كل إنسان هو الأنا الآخر لكل إنسان آخر .
فلا تقل أنا أنا وغيري هو الآخر أو الغريب، أو أنه ليس من عائلتي أو ليس من طائفتي أو ليس من بلدي . بينما في الحقيقة أن كل إنسان هو توأمك في الروح ونفسه هي نفسها نفسك . وكل إنسان غيرك هو نفسك أنت ، في مكان آخر وفي ظروف أخرى . وكل إنسان لا وجود له إلاّ في نفس حالة أنا التي أنت عليها . فأنت أنا بالنسبة لك ، وهي أنا بالنسبة لنفسها ، وهو أنا بالنسبة لنفسه . وكل إنسان يدرك نفسه أنه أنا ولكنه لا يدرك أن غيره هو أنا أيضا . وأما الإنسان الأناني الذي يمتلك الوعي الأناني يدرك أنه أنا وأنّ كل إنسان آخر في جميع البشر هو أناه الآخر ، وهو الأنا الآخر لكل إنسان آخر .
وهكذا فكلّ واحد منّا هو الأنا. وكل واحد غيرنا هو الأنا الآخر لكلّ واحد منّا . وكل إنسان آخر هو أناي الآخر وهو أناك الآخر وهو الأنا الآخر لكل إنسان آخر ، في جسد آخر ،في مكان آخر في ظروف وفي أوضاع وأحوال مختلفة .
في جميع البشر ، نفس طبيعة الإنسان . هم متشابهون في الطبيعة البشرية الأنانية الحيوانية التي في كل واحد منهم والتي يولد عليها كل مولود بشري. لكنهم مختلفون في تفاعلهم مع الطبيعة التي من حولهم ومع من وما فيها .
ومن عهود الهمجية السحيقة استغلّ الحكّام ظواهر الإختلاف لتحريض الناس على بعضهم من أجل توسيع مساحة السلطة وافتراس حقوق الآخرين. وعلى خبرات عهود الهمجية تعتمد الدول الحديثة للإستمرار في التوسّع على حساب الآخرين.في منطق العلم والحكمة ، الناس متشابهون في جوهرِ أنا كلٍّ منهم . وفي واقع العلاقات الإيجابية فإن القيمة الإنسانية لكل منهم هي نفسها في كل إنسان ، مهما اختلفت الأعمار والأجناس والمناصب والمعارف والفوارق بين الفقر والغنى والضعف والقوة والمعرفة والجهل . فبالرغم م نكل هذه الإختلافات ، تبقى القيمة الإنسانية لكل إنسان ثابتة في كل واحد من احتمالاته البشريّة. الناس متشابهون في الجوهر الإنساني . حتّى في كونهم مختلفين هم متشابهون . في التميّز يتشابه الناس. فكل إنسان هو متميّز مثلك. ومثلك هو كل إنسان فريد، ليس كمثله أحد .
وإن الإختلاف واقع موضوعي لا يمكن تغييره ولا إغفاله . وحتى ولو اعتقد الناس بدين واحد سيبقى الإختلاف بينهم في المعتقدات والمذاهب.
وحتى لو كان الناس كلهم من شعب واحد سيبقى كل واحد منهم مختلف عن سواه كما هو سواه مختلف عنه ، وستبقى التفرقة بين الجماعات. وحتى وإن في الأسرة الواحدة فالأخوة مختلفون ولا يتشابهون إلاّ في الإختلاف ؛ إنهم مختلفون في العمر ، في الطبع ، وفي الإهتمامات وكذلك تتنوّع الاختلافات بينالناس في الدائرة البشرية الكوكبية بين مختلف جماعات البشر ؛ في الأجناس وفي الألوان وفي اللغات وفي المعتقدات وفي الثقافات وفي الأصول التاريخية . وهم متشابهون في جوهر تكوينهم البشري وفي حاجاتهم وفي رغباتهم . ولكن التوافق الفكري والنفسي والروحي بين الناس لا يمكن أن يحصل بطريقة عفوية ، وإنما بعمل إنساني مستمر من قبل الإنسانيين الذين لديهم الوعي الإنساني المبني على رؤية إنسانية للعمل من أحل تحقيق هذا التوافق على أسس إنسانية وبمنطق إنساني من خلال المعاملة الإنسانية المبنية على فلسفة الإنسانيين التي تشكل القاسم المشترك الإنساني بين مختلف الإحتمالات المختلفة للإنسان في مختلف الظروف والأحوال وفي مختلف احتمالات المكان .
وأما في ظل غياب الوعي الإنساني الذي يشكل القاسم المشترك الفكري النفسي الروحي بين الناس للتوافق وللتضامن الإنساني من أجل العمل المشترك من أجل تحقيق اهدافهم المشتركة لتلبية حاجاتهم المشتركة ، فإنهم يجهلون التشابه الجوهري بينهم ويتعاملون مع بعضهم على أساس ما يبدو لهم من تنوّع في ما بينهم نتيجة منطقية في واقع التنوع والاختلاف الذي هو واقع موضوعي لا يد لأحد فيه ولا ذنب لأحد فيه ولا فضل لأحد فيه . وبسبب الجهل العام بالوعي الإنساني فإن الاختلاف الذي هو بينهم على سبيل التنوع وليس على سبيل الخصام ، يحوّل ما هو مشترك بينهم إلى مبرر للصراع وإلى مجال للتقاتل . فيتحوّل الاختلاف إلى خلاف بدلاً من أن يكون الاختلاف منطلقاً إلى التفاهم والإتفاق .
وفي ظل غياب رؤية إنسانية مشتركة توحّد بين عقولهم من أجل الوعي المشترك للتماثل الجوهري الذي هو بينهم ، تطغى النزعة الأنانية على علاقاتهم ، ويدخلون في تنافس وصراع على ما هم بحاجة إليها جميعاً ، وبسبب انعدام الوعي الإنساني بالتماثل الجوهري بين الناس ، فإنهم يتعاملون مع بعضهم من منطلقات أنانية ، حيث يتوهّم كل إنسان بأنه الأنا الآوحد ، وبأن غيره هو الآخر الذي هو أقل شأنا منه . وهكذا يفضّل كل إنسان أناني نفسه على غيره ، بل ويسابقه على حقوقه . وهكذا تقوم الحياة الأنانية على التنافس والتسابق والتحايل ليأكل كل أناني حقوق الآخرين ، كما يستغل السياسيون وأصحاب السلطة على الناس واقع الإختلاف لإثارة التفرقة تحت مبررات الاختلاف الديني أو الفكري أو العرقي أو العنصري أو الثقافي … فيقع التنافر والخصام بينهم وتشتعل الكراهية والخلافات التي تؤدّي إلى الصراعات والإقتتال والحروب الوحشية المدمّرة . وكل ذلك تحت أوهام الإختلاف التي يحوّلها الأنانيون إلى مبررات للصراع ويحوّلون معها الناس إلى أدوات وحطب لإشعال نيران الحروب. . بينما في الوعي الإنساني فإن كل أسباب الخلافات في الواقع الأناني ليس لأنهم مختلفين ، وإنما لأنهم متشابهين في الإختلاف . وفي الوعي الإنساني فإنّهم ليسوا مختلفين عن بعضهم وإنما هم مختلفون مثل بعضهم . وكذلك مثل بعضهم يحتاجون لنفس الإحتياجات من أجل الحياة . وهكذا بدلاً من التضامن الإنساني ليعمل الناس معاً على تحقيق أهدافهم المشتركة لكي يحصلوا على حقوقهم الإنسانية المشتركة يدخل الناس في صراعات من منطلق التماثل الذي يرون فيه خلاف وخصام . وعلى سبيل المثال كل الناس بحاجة للماء ، فعلى الماء هم يختلفون.ولأنهم متشابهون في حاجتهم للمال ، فعلى المال هم يختلفون. وإنّ في اختلافهم لذوي العقول الإنسانية دليل تشابههم. وفي تشابههم أسباب خلافاتهم. لأنه على العشب لا يختلف الهرّ والحمَل. وإنما على اللحم يختلف ذوو الأنياب. وطالما أن الإختلاف والتنوع واقع موضوعي لا يقرّره أحد ولا يمنعه أحد . ولا ذنب فيه لأحد ولا فضل فيه لأحد ، فلا بدّ من فهم هذا الواقع وتفهّم ظروف كل إنسان بدون كراهية ولا خصام لأحد . و لكي لا يتحوّل التنوّع إلى خصام و الإختلاف إلى خلاف فلا بدّ من التوافق الإنساني على قواسم مشتركة إنسانية . وطالما أن الإختلاف ليس بقرار بشريّ ، فلا بد للبشر من التوافق الإنساني على أنه ضرورة لا بدّ منها في واقع التنوع والإختلاف . ولكي يتعايش الناس في سلام مشترك وفي سعادة مشتركة فلا بدّ من التعامل الإنساني في ما بينهم بما يرضي كلاًّ منهم على أساس القيم الإنسانية بالحق والخير والصواب ، ولا بدّ من تبادل الإحترام للحقوق الإنسانية باحترام الحياة والسلامة والكرامة وبالتعامل بالمساواة الإنسانية ، وبالحب الإنساني بين جميع احتمالات الإنسان بدون تمييز بين إنسان وإنسان.والحب الإنساني هو أن تحب الإنسان ليس مثل نفسك وإنما على أنه نفس نفسكوأخلاقك الإنسانية ، هي أن تحبّ أمّاً هي ليست أمّك ، وأن تحترم أختاً هي ليست أختك ، وأن تحافظ على كل عرض على أنه عرضك ، وأن تحافظ على حياة كل إنسان على أنها حياتك ، وأن تحفظ كرامتك بإكرام الناس في المساواة الإنسانية ، وأن تحرص على سعادة الآخرين على أنها سعادتك وأن تحقق سعادتك بإسعاد كل من تتعامل معه ، على قيم الحق والخير والصوابفلا تميّز بين احتمالات نفسك في كل إنسان من ذكور وإناث ، ولا تقل هذا قريب وهذا غريب ، و هذا كبير وهذا صغير ، وهذا شرقيّ وهذا غربيّ .ولا تميّز بين ولديك ، هذا صبيٌّ وتلك بنت . ولا تفضّل نفسك على أحد ،فما الإنسان إلاّ هو نفسه في جميع البشر ، وما أنت إلاّ كلّ إنسان سواك .. وما الذكر والأنثى إلاّ نفس الإنسان الذي أنت احد احتمالاته.الأنثى والذكر كلاهما إنسان . فالرجل إنسان مذكّر والمرأة إنسان مؤنث . وفي كليهما قدسيّة الله في خلقه ، وفي كل منهما تجلّيات الإنسان في كرامته وفي عزة نفسه التي في إكرامها كرامتك وفي عزّتها عزّة نفسك .فكرامتك الإنسانية تبدأ منك ولا تنتهي فيك. وإنما هي في كرامة كل إنسان سواك …
مؤسس فلسفة الإنسانيين أ. محمد الضو
موقع الإنسانيون سوف يعود في حلّة جديدة بعد الإنتهاء من إعدادات تحديثه بعد إلغائه من الشركة المشغّلة ونقله إلى سيرفر جديد ، نعتذر من حضرات المتابعين الكرام ، مع الشكر للذين تابعونا خلال السنوات التي لمع فيها موقع الإنسانيون ، كأوّل موقع إنساني على الإنترنت لشرح أول فلسفة إنسانية عربية ، من أجل نشر ثقافة الحب الإنساني والمساواة الإنسانية واحترام الكرامة الإنسانية ، للتواصل الإنساني على معايير الحق والخير والصواب ، بين جميع احتمالات الإنسان في مختلف دوائر التعايش ، من الدائرة العائلية إلى الدائرة العالمية الكوكبية
أول موقع عربي لأول فلسفة إنسانية عربية على النت
لمزيد من التعرّف على فلسفة الإنسانيين وعلى الإنسانيين
غروب إنسانيون أوّل ملتقى إنساني لجمع الإنسانيين من مختلف الأديان والمعتقدات في مختلف المجتمعات والبلدان ، في أوّل أسرة إنسانية لتواصل الإنساني بالحب الإنساني والمساواة الإنسانية واحترام الكرامة الإنسانية على قيم الحق والخير والصواب ، في أوّل تجربة للتعامل الإنساني بين الإنسان والإنسان في تاريخ العلاقات البشرية بدون تمييز عنصري أو ديني أو طائفي أو سياسي أو وطني أو قومي أو ثقافي ، وبدون تفرقة بين إنسان وإنسان لأيّ اختلاف من أيّ نوع ولأيّ سبب كان .
philosophe Mohammad Eldaou © 2000 – All Rights Reserved- يرجى ذكر إسم مؤسس فلسفة الإنسانيين أ. محمد الضو عند نشر كتابات من هذا الموقع
عدد زوّار الموقع