موقع الإنسانيون لنشر فلسفة الإنسانيين أوّل فلسفة عربية إنسانية لأوّل فيلسوف ومفكّر عربي إنساني ، فلسفة كوكبية عالمية إنسانية موجّهة إلى كل إنسان على سائر الكوكب ، للتعامل الإنساني بين جميع البشر في كل مكان ، بالحب الإنساني بالمساواة الإنسانية وباحترام الكرامة الإنسانية والحقوق الإنسانية لكل إنسان
موقع الإنسانيون ، لنشر فلسفة التعامل الإنساني بالحب الإنساني بين جميع احتمالات الإنسان
في التماثل الجوهري الإنساني فإن البشر أكثر من أخوة
الناس ليسوا أخوة . بل إنهم أقرب . فهم من نفس واحدة ، وفي كل إنسان نفس الجوهر الإنساني . فإن الحكمة الدينية تؤكّد بأن روح الله هي في كل نفس لكل إنسان . فلا تقل أنا أنا وغيري هو الآخر أو الغريب، أو أنه ليس من عائلتي أو ليس من طائفتي أو ليس من بلدي . وإن واقع الحياة بين الناس يؤكّد أنه لا وجود للإنسان إلاّ في حالة أنا . فأنت أنا وهي أنا وهو أنا وكل إنسان آخر في جميع البشر هو أنا آخر لكل أنا آخر .
وهكذا فإن كل إنسان غيرك هو توأمك في الروح وإنّ نفسه هي نفسها نفسك . وكل إنسان غيرك هو أناك الآخر الذي نفسه هي نفس نفسك والذي أنت هو نفسه ، في كيان حي آخر ، في مكان آخر وفي ظروف أخرى . وكلّ واحد منّا هو أنا وكل واحد غيرنا هو الأنا الآخر لكلّ واحد منّا.
إن المولود البشري يولد كائناً أنانيّا حيوانيّا بشريّا . وفي جميع البشر نفس الطبيعة الأنانية الحيوانية البشرية . وهم متماثلون في هذه الطبيعة الأنانية الحيوانية التي في كل واحد منهم . ولكن بالإضافة إلى الطبيعة الأنانية الحيوانية يولد الكائن البشري وعنده استعداد للتحرر من طبيعته الحيوانية بالتربية الإنسانية التي تحوّله من إنسان أناني لا يحب إلاّ نفسه إلى إنسان محبّ للآخرين . وبسبب اختلاف التربية من عائلة إلى أخرى من زمن إلى آخر ، يصبح الناس مختلفين . ففي المجتمعات البدائية الهمجية المتوحشة كان التماثل الحيواني يشكل أساس العصبية العائلية ومنطلق الصراعات الوحشية في ما بينهم في العائلات والمجموعات المختلفة . ولكنهم خلال مراحل التاريخ المختلفة فقد أصبح الإختلاف الأساسي بينهم هو في اختلاف مستوى الأنانية الحيوانية التي لم تعد هي نفسها في كل إنسان . وإن التطوّر المهم الذي حصل في الكينونة البشرية للإنسان هو في العلاقات بين الناس وفي ما لديهم من وعي لضرورة التعامل الإنساني في ما بينهم . وهكذا فإنهم متماثلون في طبيعتهم الأنانية البشرية ، ولكنهم مختلفون في تفاعلهم مع الطبيعة التي يعيشون فيها وفي تعاملهم مع من يعيشون معهم ويتعاملون معهم ، ومن ثم فإنهم مختلفون في مدى قدرتهم على تحقيق الإستقرار والأمان والسلام في ما بينهم . إذ أن كل أشكال التماثل والتشابه والتقارب لا يضمن الحياة الآمنة لهم ، حيث إنه لا بدّ لهم من الوعي الإنساني الذي يشكل أساس التفاهم المشترك للتعايش الإنساني في ما بينهم أينما كانوا في دوائر التعايش المشتركة من الدائرة العائلية فالدائرة المجتمعية وصولاً إلى دائرة التعايش الكوكبي .
philosophe Mohammad Eldaou © 2000 – All Rights Reserved- يرجى ذكر إسم مؤسس فلسفة الإنسانيين عند نشر كتابات من هذا الموقع
عدد زوّار الموقع