Translation
فلسفة الإنسانيين ، فلسفة الأنا والأنا الآخر
تمّ نشر هذه الفقرات من فلسفة الإنسانيين ، لشرح معنى الإنسانية ، لأوّل مرة على الإنترنت ، سنة 2000
مؤسس فلسفة الإنسانيين
Philosophe Mohammad Eldaou
الاختلاف بين الناس ليس سبب المشكلة ، والتشابه بينهم لن يحلّ المشكلة
في واقع التنوع والإختلاف بين البشر فإن أي تشابه في الإعتقاد الديني أو اللاديني ، أو التشابه في الإنتماء الحزبي أو الوطني أو القومي وأي تشابه في الجنس أو في العرق بين أيّة مجموعة بشريّة في أيّ مجتمع ، لن يمنع الإختلاف بينهم . فإن الخلافات والإقتتال لم تحصل فقط بين المختلفين من أمم مختلفة ، وإنما قد تكون بين أفراد نفس المجموعة الواحدة سواء في بين أفراد العائلة الواحدة أو بين الأفراد والمجموعات في المجتمع الواحد أو في البلد الواحد . وإن الخلافات كذلك لم تحصل فقط بين أتباع الأديان المختلفة وإنما حصلت وتحصل بين أتباع نفس الديانة الواحدة ، بل وبين أتباع نفس الطائفة الدينية الواحدة مثلما حصلت بين أتباع الأحزاب السياسية المختلفة وكذلك بين أعضاء الحزب السياسي الواحد . إن الإختلاف ليس بالضرورة سبب الخلاف وإن مشكلة البشر ليست في التنوّع والإختلاف في ما بينهم ، وإنما بسبب الأنانية حيق ينعدم الوعي الإنساني وبالتالي تنعدم لديهم إمكانية التعامل مع واقع الإختلاف لصالح كل إنسان منهم . وبذلك يعجز المختلفون الأنانيون عن التوصل إلى التوافق في ما بينهم فيحصل الخلاف بينهم بسبب الأنانية عندهم ، حيث يتعصّب كل منهم لأنانيته ويتجاهل الآخرين الذين يتبادلون نفس التعامل الأناني بنفس روحية التعصب الأناني كل لنفسه ، مع جهل واقع الاختلاف على انه واقع موضوعي لا ذنب لأحد فيه ولا فضل لأحد فيه ، وإنما هو اختلاف على سبيل التنوع وليس من أجل التفرقة والخصام الانعدام رؤية إنسانية مشتركة تشكل الوعي الإنساني المشترك بينهم من أجل التفاهم والتوافي للإتفاق على القواسم الإنسانية المشتركة للتعايش الإنساني في واقع الإختلاف ولتحويل الإختلاف إلى تكامل وتضامن بدلاً من تحويله إلى خلاف وكراهية واقتتال . وإن ما يحوّل الإختلاف إلى خلاف هو غياب ثقافة التعامل الإنساني بين المختلفين بالحب الإنساني وبتفهّم واقع الإختلاف وباحترام حق التعبير عن الإختلاف في حوار إنساني يؤدّي إلى التفاهم والتوافق على قواسم إنسانية مشتركة بين المختلفين . إن تحقيق ذلك يحتاج إلى فلسفة إنسانية تشكل القاسم المشترك بين المختلفين سواء كانوا في دائرة التعايش المشتركة في العائلة الواحدة أو في المجتمع الواحد ، أو في جميع احتمالات الإنسان في مختلف احتمالات المكان على سائر الكوكب . وإن الحلول التي تحتاجها البشرية لحل مشاكلها ليست في توهّم العمل على إلغاء الإختلاف والتمايز بين الناس، أو الإدّعاء بإمكانية سيطرة إحدى المجموعات أو القوى أو الدول على الآخرين ومصادرة حقوقهم في التعبير عن خياراتهم الحرة وعن تنوّعهم الموضوعي. لقد أمضت البشرية مراحل تاريخها الوحشي الدموي السحيق وهي تتألّم من هذه المحاولات المتكررة في سيطرة الأقوياء على الضعفاء بالقوة والقهر في مختلف مراحل التاريخ الوحشي الدموي وعند سائر الأمم . وبرغم ذلك ، فقد استطاعت القيم الإيجابية أن تتقدّم وتتطوّر وترتقي وتسمو إلى أن شقت طريقها إلى العقول المنفتحة والإيجابية ، وهنا لا بدّ من التذكير بدور الأنبياء الذين واجهوا الأنانية وما تمثّله الأنانية من ظلم ومن تسلّط ومن سيطرة لسلطة الباطل على الحق وعلى حقوق الناس . واستطاعت الأمم بفضل مصلحيها أن تبني تراثها الإيجابي في مختلف مجالات الحياة التي كانت يحاجة دائمة إلى الضوابط الأخلاقية وإلى القيم الإيجابية وإلى المثل العليا ، لتحقيق السلام والسعادة بين الإنسان والإنسان ، ولكن تلك الأحلام والتطلعات التي توصّلت إليها العقول الإيجابية وعملت على نشرها والدفاع عنها كانت محصورة في فئات إجتماعية دون أخرى ، منذ زمن الإستعباد والرق حيث كانت الأخلاق تنقسم بين أحرار يملكون العبيد وعبيد وبين العبيد . وبالرغم من تحرر الإنسان المستعبَد من الإنسان الذي استعبده بعد معاناة وثورات انتهت إلى إلغاء القوانين التي تشرّع العبودية ، فلا تزال الحياة الكريمة الآمنة حكراً على شعوب دون أخرى ، وأحلاماً صعبة التحقيق على مليارات البشر في أرجاء واسعة من عالمنا المعاصر . لقد أجبرت قوى الإستعباد والظلم على فقدان سلطاتها ونفوذها ، عندما ظهر الوعي الجماعي عند أصحاب الحقوق المشتركة للنضال من أجل حقوقهم المشروعة بالحرية وبالمساواة . ولأن الحياة لا يمكن أن تدوم أو أن تستمرّ بدون السلم فإنه لا يمكن للسلم أن يدوم أو يستمرّ إلاّ بالتوافق بين مختلف إحتمالات الناس . ولقد تحقق السلم خلال التاريخ الوحشي الدموي بسيطرة الأنانيين على المحكومين ، ولكنه لم يستمرّ ولن يستمرّ في أيّ مكان من الوجود البشري الجماعي ، إلاّ بثبات الأسس التي يقوم عليها . وبعد تاريخ بشري دموي متوحش من الحروب والمعاهدات ثم حروب ومعاهدات ، وصل إلى ذروته في الحربين العالميتين في القرن الماضي ، فقد توصّلت القوى الكبرى في المجتمع الدولي أنه لا يمكن تحقيق التوافق إلاّ بالتفاهم على أساس توازن القوى والمساواة في القدرة النووية التي يهدد بها طل طرف دوليّ الطرف الآخر . وعلى هذه المعادلة رست عملية توازن القوى ، ولكن ذلك لم يحقق السلام ولا الأمان ولا السعادة والإستقرار حتى في نفس البلدان القوية التي تخوض صراعاتها الأنانية على أراضي البلدان الأخرى ، فتدمّرها وتجني الأراح الهائلة من تجارة السلاح والموت ، ثم تبنيها فتجني الأرباح الهائلة من تجارة المنتجات الصناعية الضرورية للحياة . وهذا ما يؤكّد أيّ فشل وأيّ خطر من أيّ توافق أناني منفعي على أساس المصالح والمنافع الأنانية . ومثلما الدول القوية عاجزة عن تحقيق السلام والإستقرار بالرغم مما لديها من نفوذ وقوى فاعلة على مستوى العالم ، كذلك فإن أية عائلة لا يمكنها أن تستمر على علاقات أنانية تقوم على القهر والتسلط والظلم ، وكذلك هو الأمر بالنسبة لأية مجموعة دينية أو حزبية أو اقتصادية ، أو لأية مؤسسة تضم أشخاصاُ غير متوافقين على أسس إنسانية . فإن التوافق الإنساني هو أساس العلاقات الإنسانية الدائة والمستقرّة لأنه يقوم على معايير وأسس ومبادئ إنسانية من خلال الحوار الإنساني وليس بالعنف والإكراه، مهما برّر أيّ فريق بشري بأنه من حقه أن يفعل ذلك . فإن أية مبررات لقهر الأنا الآخر الفردي أو الجماعي فإنها لن تشكّل إلاّ مبررات أنانية لصراعات أنانية من أجل مصالح أنانية لتحقيق سلام معرّض للحرب واستقرار معرّض لعدم الإستقرار ، وسوف تؤدي إلى صراعات مستمرة وإلى استمرار المآسي والويلات الناتجة عن الحروب من قتل ودمار . إن البشر جميعاً يؤيدون الحق ويبررون مواقفهم وأفكارهم بأنها تعبّر عن الحق وتدافع عن الحق . وبالرغم من التنوع في المواقف والإختلاف في الآراء نجد المختلفين يتحمسون ضد بعضهم وكل منهم يدّعي أنه على حق . وإن أي إنسان سويّ وإيجابي يعتبر نفسه مع الحق ولا يتردد في الدفاع عن الحق . ولكن أين هو الحق الذي يدّعيه الناس لأنفسهم ؟ إن الحق في المعايير الإنسانية ، ليس كل ما يدّعيه أي إنسان على أنه الحق بحسب معاييره الخاصة ومنفعته الأنانية وتصوراته الذاتية أو بحسب عقليته المحلية أو بحسب مصالحه الشخصية . إن الحق على المستوى الفردي للإنسان هو توافق العقل البشري مع الحقائق الموضوعية على معايير الصواب العلمي المبنية على الحقائق العلمية المؤكدة في التجارب العملية والعلمية وفي التطبيقات التقنية والتكنولوجية . وإن الحق على المستوى الجماعي هو توافق العقول على الحقيقة الموضوعية التي يتم التأكّد منها بمنطق العلم الذي عليه تتفق جميع احتمالات العقول ، وبالتأكّد اليقيني المبني على الإقناع والإقتناع الحر بالمنطق العلمي القائم على الحقائق العلمية المؤكدة في التطبيقات التكنولوجية والمخبرية والعملية في حوار إنساني يتساوى فيه أطراف الحوار بالحق الإنساني بممارسة حرية التعبير بالنقد والتحليل ، ومعاينة أيّة نتيجة يتم التوصّل إليها على مختلف إحتمالات الإنسان وبخاصة ذوي الإختصاص . فقبل الوقوف مع ما نعتقد أنه الحق ، وإلى جانب من نعتقد أنه على حق ، علينا أن نعرف حقيقة الحق ، وأن نعرف الحقائق التي عليها يستند من يدّعي أنه صاحب الحق . وإن المقولة الإنسانية تقول : يا أيها الإنسان أعرف الحق ثم كن معه ، لئلاّ تجهله وتكون على الباطل وتدافع عنه ظنّا منك أنه الحق . ولإثبات الحق ينبغي استخدام منطق الحق وبديهيات الحق ، والإعتراف بحقوق الآخرين في البحث والمساءلة والتأكّد من حقيقة الحق ، لإثباتها ومن ثم إثبات الحق بما يقتضيه نوع الحق وطبيعته ، من أدلة وبراهين ومستندات قانونية ، لإقناع العقل الآخر الذي ينبغي إقناعه من خلال الإرادة الحرة وبالتواصل مع الوعي الجماعي المشترك.ـ بالإعتراف بحقوق الناس في الإختلاف ، والإحترام المتبادل لحقوق كل أنا آخر في ممارسة حقه في أن يكون مختلفاً يتحقق التنوّع الإيجابي والتفاهم المشترك بين جماعات النوع البشري في أي مجتمع لتحقيق العدالة والمساواة بين جميع مكوناته. وعلى أسس الحوار والتفاهم، يصبح الإختلاف منطلقاً للتفاهم بالحوار المتعقـّل لتحقيق القواسم المشتركة والتوافق على القضايا المشتركة بين المختلفين. إن معطيات التنوّع بين الباس ، إن في الأسرة الواحدة أو في المجتمع الواحد ، تشكل مفترق طرق بين عقولهم المختلفة ، فقد تكون منطلقاً للتفاهم وللتوافق بينهم ، وقد تكون مبررا للخصام وللتناحر . إنما الحياة تزداد غنى وحيوية كلما ازدادت تنوّعاً وكلّما انتشر الوعي الإنساني بين الناس لفهم ظاهرة التنوع فيما بينهم. فيا أيها الإنسان ، إن الناس هم أنت و كل شخص سواك. وبالإنسان على اختلاف احتمالاته في مختلف المجتمعات والبلدان تعمر البلاد وتتألف المجتمعات ، وتتموج بنشاطه بحار الحياة. وما أي إنسان سواك ، إلاّ أناك الآخر في احتمال بشري آخر. وأي خير لأي إنسان سواك، فهو خير لك أنت . لذلك إعمل على تعزيز الخير فيه لكي يصيبك من الخير نصيب.
مؤسس فلسفة الإنسانيين
Philosoph Mohammad Eldaou
ـأول موقع عربي لأول فلسفة إنسانية عربية على النت
للمزيد من الإطّلاع على فلسفة الإنسانيين ، وللتّعرف على الإنسانيين
غروب إنسانيون أوّل ملتقى إنساني لجمع الإنسانيين من مختلف الأديان والمعتقدات في مختلف المجتمعات والبلدان ، في أوّل أسرة إنسانية لتواصل الإنساني بالحب الإنساني والمساواة الإنسانية واحترام الكرامة الإنسانية على قيم الحق والخير والصواب ، في أوّل تجربة للتعامل الإنساني بين الإنسان والإنسان في تاريخ العلاقات البشرية بدون تمييز عنصري أو ديني أو طائفي أو سياسي أو وطني أو قومي أو ثقافي ، وبدون تفرقة بين إنسان وإنسان لأيّ اختلاف من أيّ نوع ولأيّ سبب كان .
philosophe Mohammad Eldaou © 2000 – All Rights Reserved- يرجى ذكر إسم مؤسس فلسفة الإنسانيين أ. محمد الضو عند نشر كتابات من هذا الموقع
عدد زوّار الموقع